ما فائدة القلم اذا لم يفتح فكرا
أو يضمد جرحا ..
أو يرقأ دمعة ..
ـــــــــــــــــــ
القلم ... يقول سبحانه و تعالى .. (( الذي علم بالقلم ))
تلك الأداة التي تحدث عنها الكثير ... و قيلت فيه الأشعار ...
هي أداة التعليم الأولى .... لا شك ..
و لكنني سأعارض الجميع اليوم .. و أقول ان القلم أداة لا فائدة فيها ... !!
الكل يدرك تأثير الكلمة على الناس ... و قد تكون الكتابة هي الوسيلة الأكثر شيوعا في ايصال المعلومه ..
و الكل يملك ان يشتري الاقلام .. و أن يكتب ما يريد ...
و لكن هل يملك الجميع القدرة على التأثير و على الانجاز ... بواسطة ما يكتب و يقول ؟؟؟؟؟
إن نجاح القلم .. أو الكاتب يعتمد على عدة مقومات من وجهة نظري ... تتخلص في بعض الكلمات ..
فكر ناضج ..
وعي و ادراك ..
أمانة و اخلاص ..
مبادئ و تطبيق ..
الفكر الناضج
هو ما يجعل الانسان مدركا لأبعاد الكلمة التي سيكتبها ... ملما بحدودها ... عالما من أي المصادر يستسقي الملعومة بحيادية تامة ...
الفكر الناضج هو ما يجعل صاحبه مطبقا لمقولة (( أسمع أكثر مما أقول ))
ليعرف ماذا قال الاخرون .. و ليعرف نقاط الاختلاف .. و نقاط الاتفاق ..
ليعرف كيف تصل المعلومة بأقصر الطرق ...
الوعي و الادراك
و هو الذي يجعل الانسان قادرا على التمييز متى يكتب .. و ماذا يكتب ... و أين يكتب .. ؟؟
هو ما يعطي الانسان على التمييز .. متى يتكلم .. و متى يصمت ..
المبادئ و التطبيق
و هي ما تجعل الانسان يبدأ بنفسه قبل أن يأمر الناس ... و متى ما أصلح ذاته .. فإنه يتجه الى نشر فكرته و البحث عن التطبيق العام على الناس ..
المبادئ .. هي التي تجبر الانسان ..
على أن لا يقول الا ما يعتقد .. على أن لا يجامل على حساب الكلمة ..
على أن لا يأمر بما لا يفعل ..
الأمانة و الإخلاص
و هذه قد تكون واسطة العقد فيما ذُكر ...
فالإنسان قد يدرك أبعاد كلمته .... و يعرف تماما متى يقولها و كيف ...
قد يصمت كثيرا ... و يتكلم حينما يعتقد ان الفرصة سانحه للوصول الى هدفه من الكتابة ...
و لكن ...
ما هو هذا الهدف الذي يسعى اليه من خلال كتابته ؟!!
إنها الأهداف المشبوهه
فنحن نعرف الكثير و الكثير من الكتاب .. الذين يدعون الى التغريب في الوطن العربي ... و اخرون يدعون الى الانحلال ... و بعضهم يحارب الاسلام صراحة ...
فهل يملك مثل هؤلاء أمانة و اخلاصا لدينهم الذي يدعونه ؟؟
سندع التاريخ يتحدث عنهم ..
فقد سطعت الكثير مما أطلق عليها نجوما في بداياتها ... و أقصد هنا أقلام الكتّاب ...
و لكنهم سرعان ما أفلوا و اختفوا ... لماذا ؟؟
لأنهم فقدوا دعامة أساسية و ركيزة هامه للنجاح و الانجاز ..
فبعضهم كان يأمر بما لا يفعل .. و بعضهم كان يأمر بما لا يتعقد .. فتخرج كتاباتهم – و على الرغم من أسلوبهم الأدبي و البلاغي الرائع – الا انها تخرج كتابات مشوهه ... فقد نعجب بمقال ما لهذا الكاتب او ذاك ..
و لكننا لا نلبث أن نكتشف التناقض في ذات الكاتب ..
فهو عندما يكتب – غالبا – لا يؤمن بما كتب .. وو لكن لهوى في نفسه فهو يكتب و يكتب و يكتب ..
سأضرب بعض الأمثلة .. على الرغم من أن الأمثلة قد تثير البعض ضد الموضوع حتى و ان اعجبهم اساسه ..
أنيس منصور ...
كان في فترة من الفترات .. الكاتب العربي الأول ... كان جميع الحكام العرب يهتمون لما سيكتب ... قرأت ذلك صراحة بعد رجوعي للأعداد القديمة من الصحف العربية .. و على الرغم من ان كتاباته ليست سياسية بحته ..
و لكن أين هو أنيس منصور الان ؟؟؟
لقد أفل نجمه – ان كان نجما –
و من لم يعرف انيس منصور الا في الوقت الحاضر .. فيستطيع الرجوع الى مؤلفاته و مقالاته القديمة ليتأكد من التناقض الواضح جدا جدا في شخصية هذا الرجل صاحب الافكار المشوشه ..
المثال الثاني
هاني نقشبندي ...
بالطبع جميع نساء العرب يعرفن هذا الكاتب ... فهو من ارتدى عباءة الدفاع عن حقوق المرأة .. – او هذا ما ادعاه –
فقد كانت له اهدافه في بدايته .. فقد كان شابا تدفعه نزواته ...
لم أصدم اطلاقا و انا أقرأ تصريحا له حول قيادة المرأة للسيارة في السعودية ..
اذا يقول ((( عندما تقود المرأة السيارة .. فإنها ستقوم بكل اعباء البيت .. ستذهب للسوق و توصل الاولاد للمدرسه و تقضي حوائج المنزل .. و ستوفر راتب السائق ليكون ثمن سفرة اضافية خلال السنة .... )))
انه و بصريح العبارة يدعو الى عهد جديد من استعباد المرأة ...
فتصبح كالخادم في البيت .. بينما يتفرغ هو لقضاء نزواته هنا و هناك .. و غير ذلك الكثير من المبادئ التي ما فتئ يدعو اليها .. و هي تناقض الاسلام صراحة .. و إن كانت له بعض المقالات الجيدة .. الا انه اسلوب العلمانيين من دس السم في العسل ..
الأمثلة كثيرة في هذا المجال ..
و لكن الان سأذكر مثالا اكتملت فيه شورط نجاح القلم ..
انه الدكتور عائض القرني ..
فعلى الرغم من انه لا يحضى بالدعم الاعلامي الكافي الا ان كتابه الشهير (( لا تحزن )) حقق مبيعات تجاوزت المليونين و ربع المليون نسخه في جميع انحاء العالم ...
و هورقم حسب احصائيات دور النشر العربية .. يعتبر رقما فلكيا ..
عموما .. كانت هذه بعض الأفكار الخاصه حول مسؤولية القلم و طرق الانجاز من خلال الكتابة ..
فمن منظوري المتواضع .. أن القلم ان لم يمتلك كافة تلك المقومات .. فهو أداة لا فائدة منها ..
و لكن مع اكتمال مقومات النجاح .. فهو انجح الاسلحة لانقاذ الأمة مما هي فيه ...